إن من المعوقات الأساسية التي تحول دون قيام المكتبات المدرسية بوظائفها في التعليم والتثقيف هو افتقارها إلى المقومات الأساسية التي تجعلها تقوم بهذا الدور المناط إليها إذ أنها تواجه العديد من الصعوبات والمشكلات المتداخلة والمعوقات التي تعمل على عدم تطوير المكتبة المدرسية وأن فهم هذه المعوقات في حد ذاته يعتبر أسلوبا من أساليب تطوير المكتبات المدرسية إذا ما تم التغلب عليها وإيجاد حلولا جذرية لها.
الاحتياجات الأساسية للتطور والتطوير:-
إن على من يرغب في تطوير المكتبات المدرسية وتذليل الصعوبات التي تواجهها في إنجاز رسالتها ومهمتها المنوط بها أن يضع في حسبانه العديد من النقاط الأساسية ونذكر منها:-
أولا:- البرامج والمشاريع التطويرية
من الضروري أن تضع وزارة التربية والتعليم برامج و خطط ومشاريع تكفل تأكيد أهمية المكتبة المدرسية مع توفير الاحتياجات اللازمة لها.
و هناك بعض الأساسيات التي يجب على المشرفين على المكتبات المدرسية أخذها بعين الاعتبار ومنها:-
1- على كل أخصائي مكتبة أن يضع الخطط السنوية الخاصة بمكتبته.
2- منح أمناء المكتبة صلاحيات قوية في كل المسائل المرتبطة بالمكتبات المدرسية بحيث يكون لهم الحق في اختيارا لكتب والمراجع وكذلك اختيار مساعدين لهم والتعاون معهم عند وضع الأنظمة والمعايير اللازمة لمباني المكتبات وتأثيثها.
3- تطوير أساليب العمل كحوسبة مقتنيات المكتبة واستخدام أنظمة موحدة للفهرسة والتصنيف يسهل التعامل معها، وإذا أمكن تزويد المكتبة بأجهزة حواسيب ترتبط في شبكة معلومات متكاملة.
ثانيا:- تأهيل أخصائي المكتبة المدرسية أكاديميا ومهنياً:-
يعتبر تأهيل وتدريب أخصائي المكتبة المدرسية في غايةالأهمية للمكتبات المدرسية وهذا العنصر من أهم العناصر بعد العنصر السابق إذ أن عليه يتحتم نجاح المكتبات المدرسية أو فشلها في أداء وتحقيق رسالتها إذ أن أخصائي المكتبة المؤهل أكاديميا المتفهم لعمله يعتبر الأساس والعقل المدبر الذي يلقى على عاتقه المسؤولية المباشرة ،وعلية أن يكون مدرس أولاً وأن يكسب وظيفة الاحترام والثقة والمهارات العلمية والتاريخية لتقديم الخدمة على أحسن وجه وأن يتمتع بمنزلة مهنية رفيعة وأن يعرف أن خدمة المستفيد علم وفن ولا بد وأن يكون مبدعاً خلاّقاً وليس مجرد خازنً فقط وأن يكون لديه حدساً خيالياً للتصورات الذهنية للآخرين وله القدرة على التفكير بسرعة وعلى صياغة الأسئلة والإجابات لكي تثير تفكير الطلبة لذلك فعندما يعمل أخصائي المكتبة كمعلم فإن عليه أن يحترم ويقدر عملية التعليم وأن يتمتع بالمميزات التي يتمتع بها مدرس مؤهل.
لذلك على أخصائي المكتبة أن يتعاون مع زملاءه الهيئة التدريسية في المشاركة بمسؤولياتهم في ترجمة الأهداف والأغراض التربوية إلى خبرات تعليم وتعلم، وتظل هذه الأهداف حبر على ورق ما لم تستخدم استخداماً فعلياً، وحتى يشارك أخصائي المكتبة بالعملية التعليمية لا بد الآخذ بعين الاعتبار ما يلي:-
1- مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وأن يعاملهم كأفراد من خلال الإرشاد والتوعية بالمواد القرائية الملاءمة لهم
2- أن يعمل بالتعاون مع الهيئة التدريسية على مساعدة الطلبة في تكوين القدرة على التحليل والتلخيص والتقويم المستمر لما يقرءونه.
3- أختيار أنسب المواد ضمن معرفته بمحتواها للاحتياجات والميول التي يعبر عنها الطلبة.
4- أن يعمل بالتعاون مع الهيئة التدريسية في إعطاء حصص تعليمية تربوية تعلم المهارات المكتبية للطلبة وذلك حتى يتاح لهم القيام بواجباتهم بأحسن وجه.
5- أن يلم بأي تغيير في المناهج الدراسية ويعرف معرفة تامة بطرق التدريس.
6- إعداد برامج تدريبية للمعلمين على كيفية كتابة الابحاث وتوثيقها.
7- أن يعلم مسبقاً بالواجبات التي يفرضها المدرسون على الطلبة حتى يستعد لتحضير المراجع اللازمة لهم.
8- أن ينظم المحاضرات وحلقات المناقشة وعقد الندوات الثقافية بالإضافة إلى إعداد مسابقات للمطالعة.
9- أن يعتني بمظهر المكتبة ويضع قواعد وإرشادات للطلبة بالإضافة إلى المحافظة على السجلات والقيام بعملية التجليد والصيانة للكتب.
10- أن يقوم بعمل إحصائيات للنشاط المكتبي من حيث الإعارة وأكثر الموضوعات قراءة، وتقارير الأبحاث بالإضافة إلى تقديم تقرير سنوي بأهم الأعمال التي قامت بها مكتبة المدرسة
11- أن يكون على إطلاع دائم على ما يجد في عمله المكتبي ومحاولة تطبيق الأفضل في مكتبته وكذلك حضور الدورات التدريبية التي تعقدها الوزارة.
12- أن يعد برنامج عمل نشاط المكتبة لخدمة المناهج والمناسبات بالرجوع إلى نشاطات الأعوام السابقة وإعداد نشرات وملخصات ومجلات حائط.
13- أن يقوم بعملية تقويم للكتب للتعرف على الكتب التي لا يقبل عليها الطلبة للحد من شراءها والتخلص من الكتب غير المرغوب فيها ولا تخدم المناهج التربوية ولا تتفق مع سياسة التربية.
14- تقدير الطلبة الأكثر إعارة ومطالعة النشيطين بالإعلان عن نشاطهم عبر الإذاعة المدرسية وشكرهم وتقديرهم بجائزة لأفضل طالب نشيط في المطالعة.
15- عرض أبحاث الطلبة وملخصاتهم لتشجيعهم والحث على كتابة الأبحاث والتقارير.
16- القيام بنشاطات وخدمات فنية ومباشرة وإقامة المعارض السنوية لنشر الثقافة بالإضافة إلى القيام بزيارة مكتبات المدارس الأخرى.
17- الاستعداد بالتعاون مع الهيئة التدريسية بتدريب الطلبة على كيفية استخدام المراجع وإعطاء حصص مكتبية للشعب الجديدة في بداية العام الدراسي.
ثالثاُ :- تطوير المناهج:.
يعتبر المنهج أداة حصر لكل النشاطات التعليمية المخططة والمقدمة للطلاب من المدرسة أو من قبل النظام المدرسي ولهذا فالمنهج هو التفاعل المخطط للطلبة مع المحتوى التعليمي والمصادر التعليمية والخطوات التعليمية للوصول إلى أهداف تربوية منشودة. لذلك فإن عملية التغير التربوي يجب أن تواكب إحداثيات العصر واحتياجاته اليومية والأساسية والاقتصادية والإنسانية، فالتخطيط من أجل تغيير هادف يعتبر خطوة ذكية وحاجة ملحة لأنه التنافس في التدريس يرتبط برغبة تدفع المعلم لأن يتطور ويزيد مهاراته المهنية والاستعداد لتعلم الجديد لذلك لا بد من إشراك المدرس وأخصائي المكتبة مباشرة في كل مرحلة من مراحل دراسة المنهج وتطويره وتنقيحه ومتابعته، ومن الانتقادات التي تواجه مؤلفي الكتب المدرسية أنهم لا يذكرون الآراء المختلفة حول بعض القضايا الكبرى الخاصة بالمناهج الدراسية المقررة أو الرأي الذي يفضلونه وهذا يضعف ثقة الطالب بالمناهج الدراسية لأن عصرنا عصر الانفتاح العلمي وتعدد مصادر المعرفة وتنوعها.
ويجب أن تتوافق المناهج الدراسية مع هذا الانفجار المعرفي في عصر تكنولوجيا المعلومات وذلك بأن تتيح للطالب المجال لاستخدام قدراته ونشاطه الذاتي لاكتساب المعرفة والمهارات عن طريق التعلم الذاتي فالمفروض لواضعي الكتاب المدرسي أن يأخذوا هذا بالحسبان وأن يقوموا على تحقيق هذه الأهداف عند وضعها ومنها:
1- إدخال تعديلات على المناهج الدراسية بحيث تكون المكتبة عنصرا أساسيا في العملية التعليمية.
2- لتأكيد على المشرفين التربويين على الإدارة والمدرسين بتخصيص حصص أسبوعية للمكتبة
3- تحسين العملية التعليمية ذاتها بمساعدة الطالب على التعرف على مصادر أخرى للمعلومات التي تبادلها غير الكتاب المدرسي مما يوسع معلوماته.
4- مساعدة الطالب أن ينتقل من مرحلة الاعتماد على المدرس إلى مرحلة الاعتماد على ذاته في اكتساب خبرات الحياة والمعلومات وذلك بتدريبه على الاستخدام الواعي للكتب والمراجع من قواميس وموسوعات.
5- لا يحقق المنهج أهدافه إلا بالتعاون بين المدرس وأخصائي المكتبة وإدراكهم جميعاً لوظيفة المكتبة في خدمة العملية التعليمية.
6- القضاء على مشكلة تضخم المناهج الدراسية.
7- إشراك الهيئة التدريسية وأمناء المكتبات بعملية إعداد المناهج الدراسية أو عقد دورات لإطلاع أخصائي المكتبة على الإضافات الجديدة في الموضوعات المقررة.
8- على أمناء المكتبات توفير الكتب والوسائل الأخرى بما يتمشى مع مطالب المنهاج المدرسي وحاجات الطلبة.
9- مراعاة عدم اكتظاظ الصفوف مما يجعل عطاء المعلم في مثل هذه الصفوف قليل ويترك ذلك أثراً عكسياً على المنهاج.
10- تقوية العلاقة ما بين أخصائي المكتبة ومعلمي المواد، وتقديم المواد والخبرة لخدمة المنهاج وتطويره وإثراء التعليم والثقافة والخبرة الذاتية.
11- تقوية العلاقة ما بين الطالب والكتاب المقرر وأخصائي المكتبة والمعلم، مسؤولون عن تقوية هذه العلاقة ليصل الطالب إلى أعلى مستوى من فهم المنهاج المدرسي وبث الروح فيه.
12- الاستعانة بمصادر التعلم الأخرى كالخرائط والوسائل التكنولوجية وعدم الاعتماد على الكتب الدراسية المقررة فقط.
13- تعديل اللوائح والأنظمة الخاصة بتقويم الطلاب بحيث تخصص درجات لنشاط الطالب المرتبط باستخدام المكتبة